الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، فمن لم يعمل هنا؛ ندم هناك (١)!
٥٧٩ - حدثنا محمد بن عبد الله المزني: أبنا أبو الحسن علي بن عبد الرحيم القناد: ثنا الجنيد الصوفي: ثنا أحمد بن محمد الرافقي قال: قال ذو النون المصري:
خرجت حاجًا إلى بيت الله الحرام، فما ان صرت إليه؛ إذا انا بشخص متعلق بأستار الكعبة، وإذا هو يبكي وينتحب ويصرخ، ويقول في بكائه:(كتمتُ بلائي من غيرك، وبُحت بشوقي إليك، وأشغلت قلبي بك. سيدي! عجبًا لمن عرفك كيف يلهو عنك؟!)؛ ثم يسجد؛ فسمعته يعاتب نفسه في سجوده وهو يقول:(أمهلك فما ارعويت، وستر عليك فما استحييت، وسلبك حلاوة الناجاة فما باليت) ثم رمى بطرفه إلى السماء، وأنشأ يقول
(١) (٥٧٨) أخرجه البيهقي في «الشعب» (٣٨٥ - ط الرشد)، ويحيى بن منده -كما في «ذيل الطبقات» (١/ ٢٩٧ - ط العثيمين) -، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥/ ٣٢٤ - ط دار الفكر) من طريقين عن العباس بن حمزة عن أحمد … به. (٢) في الأصل: (روعتني بالفراق فلم أر)! والنظم يأباه! والتصحيح من «الحلية». (٣) (٥٧٩) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٩/ ٣١٣ - ط إحياء التراث): حدثنا عثمان بن محمد العثماني: حدثني محمد بن إبراهيم المذكر: حدثنا العباس بن يوسف الشكلي: حدثنا محمد بن يزيد عن ذي النون … به.