للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مررنا براهب عند غروب الشمس، وقد دَلَّى رأسه من طرباله (١)، وكأن عينيه عزلاء مزادة (٢) من وُكُوفِ الدُّمُوعِ! فقالوا: ما الذي أبكاك؟! قال: حق عرفته لم أجد في طلبه، ويوم مضى من أجلي لم يقصر فيه أملي!

قال: فبلغنا أنه أسلم وحسن إسلامه وجعل يغازي الروم؛ حتى أصيب (٣)!

٥٧٣ - أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل: حدثنا أبو عبد الله الجرجاني - إملاء، بـ (نيسابور) - قال: سمعت محمد بن عبد الله بن أحمد يقول:

سمعت سعيد بن إسماعيل يقول؛ فيما سأل أبا حفص -يعني: العارف -: قلت: فما عيب ذكر المنّة في رؤية المنة؟! قال: الشغل بالعطايا عن الْمُعْطِي، والشغل بالْمِنَنِ عن المنان، فإذا عرف عيبه، فلزمه الخوف من الاشتغال بالعطاء عن المعطي؛ تعلق بالمعطي تَعَلُّقا لا يقدر أن يلاحظ في ذلك الوقت شيئًا من عطائه؛ لغلبة ذكر المعطي على ذكر العطاء! وذلك صدق الشكر، وحقيقة الذكر في رؤية المنة (٤).

٥٧٤ - أخبرنا أبو ذر عمار بن محمد البغدادي - قدم علينا -: ثنا أبي قال:

دخل ابن السماك على الرشيد؛ فقال: عِظْني وأوجز؟ قال: ما رأيت وجها أحسن من وجهك! فإن استطعت أن لا تكون حطبًا للنار فافعل! قال: فبكى الرشيد (٥)!


(١) هو شبيه بالمَنْظَرة من مناظر العجم - كهيئة الصومعة-.
(٢) العزلاء: مَصَبُّ الماء من الراوية ونحوها. و (المزادة): هي الراوية.
(٣) (٥٧٢) لم أره!!
(٤) (٥٧٣) لم أره!!
(٥) (٥٧٤) لم أره مسندا! وورد نحوه في «الآداب الشرعية» (١/ ٢٢٣) لابن مفلح.