فالإسناد مضطرب مع ضعفه -أصلاً- بالعنعنة! ولكن؛ أورد له شيخنا في «الصحيحة» - وعنه الشيخ الحويني في «تنبيه الهاجد» (١/ ١٣٩/ ٩٧) - طريقًا أخرى، فيها متابعة لـ (جميل) هذا! فلننظر فيها: فأخرج ابن شاهين في «الترغيب» (٣٢٤)، وأبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (٢/٢١) عن عمرو بن علي عن أبي معاوية: حدثنا هلال بن ميمون الفلسطيني [ووقع في «الأخبار»: (الواسطي)! وفي «الترغيب»: (ابن أبي ميمونة)!] عن عطاء … به. وجود شيخنا إسناده بأن رجاله رجال الشيخين؛ غير (هلال)، وهو صدوق! قال عمر - عفي عنه -: هذا الطريق -في حقيقته- مخالفة لا متابعة؛ لأن هذا خلاف جديد آخر على (أبي معاوية)! وهذا البيان: ١ - رواه (عمرو) عنه؛ فأسقط (ابن إسحاق)! وسَمَّى الشيخ: (هلال بن ميمون)! ٢ - ورواه جمع عنه؛ فأثبتوا: (محمد بن إسحاق)، ثم اختلفوا: أـ فقال بعضهم: (ابن أبي ميمونة)! بـ وقال بعضهم: (جميل بن أبي ميمونة)! جـ وقال بعضهم: (ميمون بن أبي جبلة)! قلت: وهذا اضطراب شديد، حمل (أبا زرعة) على أن يقول في الوجهين المتقدمين أولاً لما سئل عن أيهما أرجح -: «الله أعلم»! قال عمر -مستعينا بالله -: والذي يبدو لي أن الاضطراب إنما هو من (أبي معاوية) نفسه؛ إذ يمتنع الترجيح بين الرواة عنه وهم جميعًا ثقات! فهذا التلون -مع اتحاد المخرج - مُؤْذِنٌ بعدم ضبط الراوي الذي عليه مدار الأسانيد؛ وهو (أبو معاوية)! وهو وإن كان أثبت الناس في (الأعمش) خاصة - قال فيه الإمام أحمد - كما في «بحر الدم» (٨٨٤) -: «كان في غير حديث الأعمش مضطربًا، لا يحفظها حفظًا جيدًا»! فالحديث ضعيف، والله أعلم! ثم وقفت على كلام شيخ العلل الدارقطني؛ فقال في «العلل» (٢١٥٤):