للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَمَاتَ؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ! وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَاتَ، كَتَبَ لَهُ أَجْرَ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».


فالإسناد مضطرب مع ضعفه -أصلاً- بالعنعنة!
ولكن؛ أورد له شيخنا في «الصحيحة» - وعنه الشيخ الحويني في «تنبيه الهاجد» (١/ ١٣٩/ ٩٧) - طريقًا أخرى، فيها متابعة لـ (جميل) هذا! فلننظر فيها:
فأخرج ابن شاهين في «الترغيب» (٣٢٤)، وأبو نعيم في «ذكر أخبار أصبهان» (٢/٢١) عن عمرو بن علي عن أبي معاوية: حدثنا هلال بن ميمون الفلسطيني [ووقع في «الأخبار»: (الواسطي)! وفي «الترغيب»: (ابن أبي ميمونة)!] عن عطاء … به.
وجود شيخنا إسناده بأن رجاله رجال الشيخين؛ غير (هلال)، وهو صدوق!
قال عمر - عفي عنه -: هذا الطريق -في حقيقته- مخالفة لا متابعة؛ لأن هذا خلاف جديد آخر على (أبي معاوية)! وهذا البيان:
١ - رواه (عمرو) عنه؛ فأسقط (ابن إسحاق)! وسَمَّى الشيخ: (هلال بن ميمون)!
٢ - ورواه جمع عنه؛ فأثبتوا: (محمد بن إسحاق)، ثم اختلفوا:
أـ فقال بعضهم: (ابن أبي ميمونة)!
بـ وقال بعضهم: (جميل بن أبي ميمونة)!
جـ وقال بعضهم: (ميمون بن أبي جبلة)!
قلت: وهذا اضطراب شديد، حمل (أبا زرعة) على أن يقول في الوجهين المتقدمين أولاً لما سئل عن أيهما أرجح -: «الله أعلم»!
قال عمر -مستعينا بالله -: والذي يبدو لي أن الاضطراب إنما هو من (أبي معاوية) نفسه؛ إذ يمتنع الترجيح بين الرواة عنه وهم جميعًا ثقات! فهذا التلون -مع اتحاد المخرج - مُؤْذِنٌ بعدم ضبط الراوي الذي عليه مدار الأسانيد؛ وهو (أبو معاوية)! وهو وإن كان أثبت الناس في (الأعمش) خاصة - قال فيه الإمام أحمد - كما في «بحر الدم» (٨٨٤) -:
«كان في غير حديث الأعمش مضطربًا، لا يحفظها حفظًا جيدًا»!
فالحديث ضعيف، والله أعلم!
ثم وقفت على كلام شيخ العلل الدارقطني؛ فقال في «العلل» (٢١٥٤):