قلت: وظاهر إسناده الصحة! لكن أعله الترمذي بعلة خفية؛ فقال: «لا نعلم أحدًا أسنده غير بشر بن عمر»! قال المنذري في «الترغيب» (٢٨٠٠ - «صحيحه»): «و (بشر) هذا: ثقة احتج به البخاري ومسلم وغيرهما، ولا أعلم فيه جرحًا»! قلت: قد اختلف على (أبان) في هذا الحديث على وجهين: الأول: بشر بن عمر عنه … مسندًا! الثاني: مسلم بن إبراهيم عنه … مرسلًا؛ أخرجه أبو داود: حدثنا مسلم … به! ثم اختلف على (قتادة) على ثلاثة وجوه: ١ - أبان بن يزيد -على الخلاف المتقدم- عنه عن أبي العالية عن ابن عباس … به! ٢ - عمران القطان عنه عن أبي العالية عن أسير بن جابر … به؟ أخرجه أبو نعيم في «المعرفة» (١٠٧٧ - ط علمية)، وابن قانع في «معجمه» (٩٣) من طريقين عن محمد بن خالد بن يزيد عن المهلب بن العلاء عن شعيب بن بيان عنه … به! ٣ - هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتُوَائِيُّ، وسعيد بن أبي عروبة عنه عن أبي العالية … به مرسلًا؛ أخرجه البزار في «البحر الزخار» (٥٣٣١، ٥٣٣٢) من طريقهما … به! قلت: الناظر في الوجه الثاني يتيقن أنه خطأ؛ فإن غاية أمر (عمران القطان) أن يكون حسن الحديث إن لم يخالف! - وأما عند المخالفة فلا شك في شذوذه ونكارته! وأما الوجه الأول؛ فهو نفسه مضطرب، ومع مخالفة الثقتين (الدستوائي) و (ابن أبي عروبة) وهما أوثق الناس في (قتادة) -: يتعين القول بالشذوذ! وإذن؛ فالصواب في الحديث: أنه من مرسل (أبي العالية)؛ والله الموفق!! وأما شيخنا؛ فقد مشى في «الصحيحة» (٥٢٨) على ظاهر إسناده، فصححه! ثم إن للحديث شاهدًا ثالثًا من حديث (أبي موسى الأشعري)؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٢٠٨٣)، وابن أبي الدنيا في «الصمت» (٣٨٣) عن علي بن مجاهد الرازي الكابلي عن الجعد بن أبي الجعد البصري عن مزيد بن هلال الصُّبَعيِّ عن أبي بردة بن أبي