قلت: وهذا الحديث رواه عنه (يحيى بن معين) - عند ابن عبد البر -! وقد أحسن الشيخ أبو الأشبال الزهيري في ردّ تضعيف الحديث بهذه العِلَّةِ! (تنبيه): نزع الشيخ حمدي في تعليقه على «كبير الطبراني» - وعنه بحرفه الشيخ علي الحلبي - إلى تضعيف الحديث بعلة غريبة! فادَّعَيَا الانقطاع بين (راشد) و (أبي أمامة)! وزاد الشيخ علي في «كشف المتواري من تلبيسات الغماري» (ص ٢٢) فقال: «(راشد بن سعد) كان يرسل، ولم يسمع من عدد من الصحابة!!» قال عمر - عفا الله عنه -: ما رأيتُ مَنْ نَصَّ - أو أشار - إلى انقطاع ما بين (راشد) و (أبي أمامة)! بل ظاهر كلام الدارقطني - على حديث: «الأذنان من الرأس» في «سننه» (١/ ١٠٤) - يردُّ هذا! ومثله ابن عدي - في كلامه على حديث: «الماء طهور … إلا ما غلب … » -، وهو مخرج في «الضعيفة» (٢٦٤٤)! وقد وقع تصريح (راشد) بلقاء (أبي أمامة) في «كبير الطبيراني»، و «الشاميين» له؛ لكن الأسانيد بذلك ضعيفة! ومع ذلك فما رأيت من نص على الانقطاع!! والخلاصة: أن إعلال الحديث بهذا مما لا يستقيم قط! وبذلك يكون قد صَحَّ الحديث؛ والحمد لله!! قلت: مما يشهد له شهادة قاصرةً قوله ﵇: «إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسُّم»؛ وهو حديث حسن، مخرج في «الصحيحة» (١٦٩٣). على أن للحديث شواهد بلفظه، وهي - وإن كان لا تخلو مفرداتها من ضعف - ما تؤيد الحديث وتثبته بالجملة! وأما قول الشيخ الحويني في «تنبيه الهاجد» (٩٦٢) - بعد أن ضعفه من رواية (أبي سعيد الخدري)، ورجح أنه موقوف على (عمرو بن قيس المُلَائِي)؛ فقال: «والحديث منكر على كل حال! وحاول بعض الغلمان تصحيحه، ومساورة هؤلاء الجهابذة، والدفع بالصدر في أدلتهم! فكان كمن قيل فيه: كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْمًا لِيُوهِنَهَا … فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الْوَعِلُ