فأصابوا وأخطأوا -كما يأتي-! وقال الذهبي في «تلخيص الواهيات» (٣٥٧): «في سنده ضعفاء عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر»! وغلا ابن طاهر؛ فقال في «تذكرة الموضوعات» (٧٥٦): «وعبد الله كذاب»!! وأما شيخنا؛ فقال في «الصحيحة» (٤٢) - بعد أن ضعفه بـ (ابن صالح) -: «وللحديث علة أخرى؛ وهي عنعنة ابن جريج، وقد قال البيهقي عقبه: (وقد رواه يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عمّن حدثه عن نافع! قال البخاري: وهذا أشبه)! قلت: فتبين أن هذا الإسناد لا تقوم به حجة»! انتهى كلام شيخنا. قال عمر - كان الله له -: ههنا أمران: ١ - أما تضعيف (عبد الله بن صالح)؛ فسلكوا فيه الجادَّة! والصواب التفصيل، كما قرره الحافظ في «الهدى»، وأقرَّه شيخنا مؤخرًا تصانيفه!! والتفصيل: أن ما رواه الحذاق عن (أبي صالح)؛ فهو صحيح، كالبخاري وأبي حاتم وابن معين والدارميين وغيرهم. قلت: وهذا كذا؛ فإنه - عند البغوي - من طريق (عثمان بن سعيد الدارمي)، ورواه عنه البخاري - كما تقدم - في «التاريخ»؛ فبطل تضعيف الإسناد به! وأما قول ابن طاهر؛ فهو أولى به!!!!! فانظر «اللسان» (٦٩٣٨ - ط أبو غدة)! ثم رأيت له متابعة: عند الفاكهي في «تاريخ مكة» (١٣٢٤)؛ فالحمد لله! ٢ - وأما عنعنة (ابن جريج)؛ فهي آفة - ولا شك -! لكن له متابعة تقوي روايته؛ إذ أخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٠)، والحاكم (١/ ٢٠٥)، والبيهقي في «الكبرى» (١/ ٤٣٣)، وفي «الشعب» (٢٧٩٥ - ط الرشد) من طرق عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع … به. قلت: وهذا إسناد صحيح؛ لأن (ابن لهيعة) صحيح الحديث إذا روى عنه (العبادلة) ونحوهم! ولذا صححه شيخنا في «الصحيحة» للأمر المذكور؛ والحمد لله! (١) في الأصل: (بن)!! وهو تحريف.