للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

«مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ؛ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ».


قلت: وهذا إسناد تالف؛ وفيه آفات:
١ - مسلمة: هو (الخُشَني)، وهو متروك متهم بالوضع، كما في «التقريب»!
٢ - بقية: مدلس!
٣ - الخبائري: متروك أيضًا!
وانظر «الضعيفة» (٢٤٤٥).
وأقول: لا يقويه ما أخرجه مالك في «الموطأ» (١٦/ ٧٦٩) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (٣٤٣٠ - ط الرشد)، وفي «فضائل الأوقات» (١١٨) -: بلغني أن سعيد بن المسيب كان يقول: (من شهد العشاء من ليلة القدر؛ فقد أخذ بحظه منها)!
وذلك لأمور:
١ - أن ذلك بلاغ؛ وهو أضعف أجناس المنقطع!
٢ - أنه موقوف عليه من قوله؛ والموقوف على التابعي لو صح الإسناد إليه في حكم المرسل، وهو من أقسام الحديث الضعيف!
٣ - أن معناه أخص من معنى المرفوع؛ فهو في (رمضان) خاصة، وذاك عام!
وبه يتبين أن قول ابن عبد البر فيما نقله العراقي في «طرح التثريب»: -
«مثل هذا لا يكون رأيًا، ولا يؤخذ إلا توقيفًا؛ ومراسيل (سعيد) أصح المراسيل»!
أنه غير صحيح؛ إذ هو مبني على مقدمات غير صحيحة كما رأيت!!
نعم؛ رأيته موصولا عن (سعيد): أخرجه ابن أبي شيبة (٨٧٧٨ - ط الرشد): حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عنه … به؛ ولفظه: (من صلى المغرب والعشاء في جماعة ليلة القدر-؛ فقد أخذ نصيبه منها).
قلت: وإسناده صحيح على رسم مسلم رجاله رجال الشيخين؛ غير أن البخاري ما أخرج (عبدة عن سعيد بن أبي عروبة)!
ولكن هو أخص من اللفظ السابق؛ فتنبه!