«ما منعني أن أرد عليك؛ إلا أني كرهت أن أذكر الله ﷿ إلا على طهارة».
فكان الحسن - من أجل هذا الحديث - يكره قراءة القرآن إلا على طهارة.
وقد أعل بأمرين: الأول: أنه من رواية (قتادة) عن (الحسن) معنعنا -وهما مدلسان! والجواب عن تدليس (الحسن): ما قاله شيخنا الألباني في «الصحيحة» (٨٣٤): «الظاهر أن المراد من تدليسه: إنما هو ما كان من روايته عن الصحابة دون غيرهم؛ لأن الحافظ -في «التهذيب» - أكثر من ذكر النقول عن العلماء في روايته عمن لم يلقهم وكلهم من الصحابة؛ فلم يذكروا ولا رجلا واحدا من التابعين روى عنه (الحسن) ولم يلقه! ويشهد لذلك إطباق العلماء - جميعا - على الاحتجاج برواية (الحسن) عن غيره من التابعين؛ بحيث إني لا أذكر أن أحدا أعل حديثا ما -من روايته عن تابعي لم يصرح بسماعه منه! - هذا ما ظهر لي في هذا المقام». وذكر نحو ذلك في «صحيح أبي داود» (١٣ - الأصل). أما عنعنة (قتادة)؛ فقد توبع على روايته عن (الحسن) من جمع -كما سيأتي-، وإن خالفهم في شيء من إسناده! الثاني: أن (قتادة) خولف؛ فأخرجه أحمد (٥/ ٨٠)، وابن أبي شيبة (٢٦١٢٨ - ط الرشد)، والطبراني في «الكبير» (٢٠/ ٣٢٩/ ٧٧٩، ٣٣٠/ ٧٨٢)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (١٧٩٩، ١٨٠٠)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/ ٨٥)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٦٢٥٥ - ط علمية) من طرق عن الحسن .. فلم يذكر (الحضين)! والجواب -كما قال الحافظ ابن حجر في «النتائج» (١/ ٢٠٧) -: «وليست هذه العلة بقادحة؛ فإن (قتادة) أحفظهم، وقد جوده! وصوب روايته ابن السكن وغيره». وللحديث شواهد؛ أحدها عند مسلم (٣٧٠) من حديث (عبد الله بن عمر)؛ فانظر «النتائج» (١/ ٢٠١)، و «الصحيحة» (٨٣٤)، و «صحيح أبي داود» (١٣ - الأصل)، و «الإرواء» (٥٤).