للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم غادر همذان متوجهًا إلى أصبهان.

وهذه هي رحلته الأولى إلى همذان، وقد رحل إليها مرةً أخرى في صفر سنة (٦٠٦ هـ)، في طريقه إلى أصبهان، وبقي فيها إلى شهر ربيع الأول من السنة نفسها، وتلقَّى عن عددٍ من الشيوخ لم يأخذ عنهم في رحلته الأولى (١). ثم رحل إلى أصبهان، وقد رحل إليها مرتين:

الأولى: في رمضان سنة (٥٩٨ هـ)، وآخر سماعٍ له بها في هذه الرحلة: في شوال سنة (٥٩٩ هـ).

والثانية: في ربيع الثاني سنة (٦٠٦ هـ)، مرورًا بهمذان.

وقد تلقَّى الضياء في رحلته الأولى لأصبهان من كثير من مشايخه، وأخذ عنهم مئات من كتب الحديث والتفسير واللغة والأدب.

وقد ذكر الذهبي كثيرًا من شيوخه الذين تلقى عنهم في هذه الرحلة (٢). ثم رجع إلى بغداد في ذي القعدة سنة (٥٩٩ هـ)، وهي التي يسميها الضياء القدمة الثانية إلى بغداد، وظل يتلقَّى عن شيوخها، وبقي فيها إلى صفر من سنة (٦٠٢ هـ).

ثم غادرها متوجهًا إلى الموصل، وسمع من مشايخها، ثم وصل إلى دمشق مرة أخرى في جمادى الأولى من السنة نفسها (٦٠٢ هـ).

عاد الضياء إلى دمشق بعد رحلة دامت أكثر من خمس سنوات ونصف السنة، وعاود الأخذ عن كبار المقادسة فيها، ومنهم خاله الموفق، كما تلقى عن كبار العلماء الوافدين إلى دمشق.

ومن أهم الأعمال التي قام بها الضياء في هذه الفترة: بناء مدرسته (الضيائية) على أرض ورثها من أبيه؛ ليضع فيها الكتب التي عاد بها من رحلاته.


(١) المصدر السابق (ص/ ١١٢).
(٢) انظر: (تاريخ الإسلام) (١٤/ ٤٧٢ - ٤٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>