هذا باب ما جاء في التنزيل من إجراء غير اللازم مجرى اللازم وإجراء اللازم مجرى غير اللازم فمن ذلك قوله:(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)«١» ، وقوله:(فَهِيَ كَالْحِجارَةِ)«٢» .
جعلوا «الواو» من قوله «وهو» ، و «الفاء» من قوله «فهي» بمنزلة حرف من الكلمة، فاستجازوا إسكان «الهاء» تشبيها ب «فخذ» و «كبد» ، لأن الفاء والواو لا ينفصلان منهما.
ومثله لام الأمر من قوله:(وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا)«٣» . استجازوا إسكانها لاتصالها بالواو، فأما:(ثُمَّ لْيَقْطَعْ)«٤» وقوله (ثُمَّ هُوَ)«٥» فمن أسكن «اللام» و «الهاء» معها أجراها مجرى أختيها، ومن حركها فلأنها منفصلة عن اللام والهاء.
قال أبو علي: قد قالت العرب: لعمرى، و: رعملى، فقلبوا لما عدوا «اللام» كأنها من الكلمة، كما قلبوا «قسيا» ونحو ذلك، وكذلك قول من قال:«كاء» في قوله: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ)«٦» و (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ)«٧» أبدل الألف من الياء، كما أبدلها فى «طيىء» : «طاء» . ونحو ذلك.
ومثل ذلك (وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ)«٨» لمّا كان يتقه مثل «علم»«٩» .
(١) الأنعام: ١٠١. (٢) البقرة: ٧٤. (٣) الحج: ٢٩. (٤) الحج: ١٥. (٥) تكملة يقتضيها السياق. (٦) آل عمران: ١٤٦. (٧) الحج: ٤٨. (٨) النور: ٥٢. (٩) قال أبو حيان: «وقرى: ويتقه، بالإشباع والاختلاس والإسكان. وقرىء: ويتقه، بسكون القاف وكسر الهاء، من غير إشباع، وكما يسكن علم فيقال: علم. كذلك سكن ويتق، لأن تقه كعلم. (البحر ٦: ٤٦٨.