هذا باب ما ورد في التنزيل من إضمار الجمل ولا شك أنك قد عرفت الجمل، ألا ترى أنهم زعموا أن الجمل اثنتان «١» :
فعليه وأسمية، وقد ورد القبيلان في التنزيل.
وذكر إضمار الجمل سيبويه في مواضع: من ذلك قوله:
«العباد مجزيون بأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر»«٢» أي إن عملوا خيراً فالمجزى به خير.
ومثله:
«هذا ولا زعماتك»«٣» ، أي: ولا أتوهم. أو:«فرقاً خير من حب»«٤» ، أي: أفرق «٥» .
(١) في الأصل: «اثنان» . (٢) هو من شواهد النحو، ويروى «الناس مجزيون بأعمالهم» إلخ. (٣) هذا مثل، يقال لمن يزعم زعمات ويصح غيرها. أي هذا هو الحق ولا أتوهم زعماتك وما زعمت. ومنه قول ذي الرمة: لقد خط رومى ولا زعماته ... لعتبة خطا لم تطبق مفاصله وانظر الكتاب لسيبويه (١: ١٤١) وشرح المفصل لابن يعيش (١: ٢٧) . (٤) قيل: أول من تكلم بذلك رجل عند الحجاج، وكان صنع عملا فاستجاده الحجاج، وقال: كل هذا حبا؟ فقال الرجل مجيبا: «أو فرقا خيرا من حب!» أي فعلت هذا لأني أفرقك فرقا خيرا من حب. (٥) في الأصل: «الفرق» وهو تحريف. والتصويب من شرح المفصل لابن يعيش (١: ١١٣) والكتاب لسيبويه (١: ١٣٦) .