هذا باب ما جاء في التنزيل وقد حذف منه حرف الجر فمن ذلك قوله تعالى:(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)«١» . التقدير: اهدنا إلى الصراط، فحذف «إلى» ، دليله قوله تعالى:(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)«٢» ، وقوله تعالى:(وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً)«٣» لأن العرب تقول:
هديته إلى الطريق فإذا قال: هديته الطريق، فقد حذف «إلى» .
ومن ذلك قوله تعالى:(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ)«٤» أي:
بأن لهم، فحذف الباء وانتصب «أن» على مذهب سيبويه، وبقي الجر عند الخليل والكسائي. وحجاجهم مذكور في الخلاف.
وعلى هذا جميع ما جاء فى التنزيل من قوله:(يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً)«٥» في/ بني إسرائيل والكهف، دليله ظهوره في قوله تعالى:(بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ)«٦» . وقوله:(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ)«٧» ، وقوله:(فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ)«٨» ، وقوله:(بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ)«٩» ، وقوله:(يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى)«١٠» ، وقوله:(لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ)«١١» .
ومن ذلك قوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)«١٢» أي: لا يستحيى من ضرب المثل، فحذف «من» . ويكثر