هذا باب ما جاء في التنزيل من المفرد ويراد به الجمع فمن ذلك قوله تعالى:(وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ)«١» ، يعني: الكتب، لأنه لا يجوز أن يكون لجميع الأولياء كتاب واحد.
فأما قوله تعالى:(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ)«٤»«فالطاغوت» يقع على الواحد وعلى الجمع، وأراد به الجمع هنا.
وقال في الإفراد:(يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ)«٥» جاء في التفسير أنه أراد: كعب بن الأشرف.
وقال في موضع آخر:(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها)«٦» أراد به الأصنام، و «أن» في موضع النصب بدل من الطاغوت، أي: اجتنبوا عبادتها، هو في الأصل مصدر «طغى» ، وأصله: طغيوت، على: فعلوت، مثل: الرهبوت، والرحموت، فقدم الياء وأبدل منها الفاء فصار طاغوت.