هذا ما جاء في التنزيل من حذف حرف النداء والمنادى وذلك حسن جائز فصيح ورد به الكلام، وعلى هذا جميع ما جاء في التنزيل من قوله:(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا)«١» .
ومنه قوله تعالى:(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا)«٢» أي: يا يوسف.
أما قوله:(ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)«٣» فقد قيل: التقدير: ثم أنتم يا هؤلاء، ف «أنتم» مبتدأ، و «تقتلون» الخبر، و «هؤلاء» نداء اعترض بين المبتدأ والخبر، كما اعترض بين الشرط والجزاء في قوله:(قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي)«٤» أي: يا رب. وكما اعترض بين المصدر ومعموله في قوله:
فندلاً زريق المال ندل الثعالب «٥» / وكقوله:
أوساً أو يس من الهباله «٦»
(١) البقرة: ٢٨٦. (٢) يوسف: ٢٩. (٣) البقرة: ٨٥. (٤) المؤمنون: ٩٣. (٥) عجز بيت، صدره: على حين ألهي الناس جل أمورهم والبيت متصل ببيت قبله، هو: يمرون بالدهنا خفافا عيابهم ... ويرجعن من دارين بجر الحقائب يصف لصوصا، والندل: الاختلاس. وزريق: قبيلة ندل الثعالب. (اللسان: ندل- الكتاب ١: ٥٩) . (٦) عجز بيت لأسماء بن خارجة، وصدره: فلأحشانك مشقصا وقبل هذا البيت: في كل يوم من ذؤالة ... ضغث يزيد على إبالة والأوس: الذئب وأويس: تصغيره. والهبالة: ناقته.