ومنه قوله تعالى:(فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)«١» ، أنث «العشر» لما كان «الأمثال» بمعنى: الحسنات، حمل الكلام على المعنى.
ومن ذلك قوله:(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ)«٢» ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ)«٣» ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ)«٤» ، (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ)«٥» ، / عدي «ترى» ب «إلى» حملاً على النظر كأنه قال: ألم تنظر.
وإن شئت كان المعنى: ألم ينته علمك إلى كذا؟.
وعكس هذا قوله:(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)«٦» ولم يقل: إلى ملكوت، لأن المعنى: أو لم يتفكروا في ملكوت السموات.
ومن الحمل على المعنى قوله:(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ)«٧» بعد قوله:
(إِلَى الَّذِي حَاجَّ)«٨» كأنه قال: أرأيت كالذي حاج إبراهيم في ربه، أو كالذي مر على قرية فجاء بالثاني على أن الأول كأنه قد سيق كذلك.
ومنه قوله تعالى:(وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ)«٩» إلى قوله: (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ)«١٠» ، لأن معناه: إن يؤخرنى أصدق وأكن، فحمل «أكن» على موضع «فأصدق» لأنه في موضع الجزم لما كان جواب «لولا» .