وكقوله تعالى:(لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ)«٣» أي: مواضع الصلاة. ألا ترى أنه إنما يعبر موضع الصلاة، وموضع الصلاة هو المسجد لأن سائر المواضع عبوره قد وقع الاتفاق على إباحته.
ومن ذلك قوله تعالى:(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ)«٤» أي: من توهين دينكم.
[و] قال: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ)«٦» أي: في مواضع قعود صدق، فلا يكون من باب قوله:
في حلقكم عظم وقد شجينا «٧»
وأما جلدها فصليب «٨»
لأن ذلك فى الشعر.
(١) طه: ٧٢. (٢) مريم: ٢٥. (٣) النساء: ٤٣. (٤) المائدة: ٣. (٥) سبأ: ١٥. (٦) القمر: ٥٥. (٧) عجز بيت للمسيب بن زيد مناة الغنوي، وصدره: لا تنكر القتل وقد سبينا والشاهد فيه وضع الحلق موضع الحلوق. (٨) جزء من بيت لعلقمة بن عبدة، والبيت كاملا: بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيضٌ وأما جلدها فصليب والشاهد فيه وضع الجلد موضع الجلود، لأنه اسم جنس ينوب واحده عن جميعه، فأفرد ضرورة لذلك. (الكتاب لسيبويه ١: ١٠٧) .