أيام تصحبني هند وأخبرها ... ما أكتم النفس من حاجي وأسراري (٢)
فكيف يخبرها بما يكتم من نفسه، فمجاز الآية على هذا. وقرأ الحسن وسعيد بن جبير بفتح الألف أي: أظهرها وأبرزها، يقال: خفيت الشيء، إذا أظهرته وأخفيته إذا سررته (٣).
قال امرؤ القيس (٤):
خفاهن من أنفاقهن كأنما ... خفاهن ودق من سحاب مركب (٥)
أي: أخرجهن.
{لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} أي: تعمل من خير وشر (٦).
(١) لم أهتد لقائل البيت. (٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ١٨٥. (٣) في الأصل (ب): سترته، وهو في "المحتسب" لابن جني ٢/ ٤٧. (٤) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر. (٥) "ديوان امرئ القيس" (ص ٣٦). والمقصود من البيت: أنه شبه خروج الفئرة من أنفاقهن وهي جحورهن بخروج المطر من السحاب المجتمع. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نفق)، (ودق). (٦) انظر: "تفسير أبي القاسم الحبيبي" (ص ١٨٢).