١٤٣٠ - (١٦)[صحيح] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن أُسَيْد بن حُضير بينما هو ليلة يقرأ في مِربَدِه (١)، إذْ جالت فرسُه فقرأ، ثم جالت أخرى فقرأ، ثم جالت أيضاً، قال أُسيد: فخشيتُ أن تطأ يحيى (٢)، فقمت إليها، فإذا مثل الظُّلَّةِ فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عَرَجَت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوتُ على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقلت:
يا رسول الله! بينما أنا البارحة في جوف الليل اقرأُ في مِربَدي، إذ جالت فرسي، -فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"اقرأ ابن حضير! ".
قال: -فقرأت، ثم جالت أيضاً،- فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"اقرأ ابن حضير! ".
قال: -فقرأت ثم جالت أيضاً،- فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"اقرأ ابن حضير! ".
قال: -فانصرفتُ (٣) وكان يحيى قريباً منها، خشيتُ أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السُّرُج عَرَجَتْ في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"تلك الملائكة [كانت]، تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس، ما تَسْتَتِرُ منهم".
رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.
(١) بكسر الميم وفتح الموحدة: الموضع الذي ييبس فيه التمر، كالبيدر للحنطة ونحوها. (٢) وهو ابنه، كما يأتي. (٣) أي: إلى ابنه يحيى كما في رواية البخاري، وهي عنده معلقة.