١٤ - (ترهيب المسافر من الصوم إذا كان يشق عليه، وترغيبه في الإفطار).
١٠٥٣ - (١)[صحيح] عن جابر رضي الله عنه:
أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرجَ عامَ الفتحِ إلى مكةَ في رمضانَ، فصام، حتى بلغ (كُراع الغَميم) وصامَ الناسُ، ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناسُ إليه، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إنَّ بعضَ الناسِ قد صامَ؟ فقال:
"أولئك العصاةُ، أولئك العصاةُ".
وفي رواية:
"فقيل له: إنَّ الناسَ قد شقَّ عليهم الصيامُ، إنما ينظرون فيما فعلتَ. فدعا بقدحٍ من ماءٍ بعدَ العصر" الحديث.
رواه مسلم. (١)
(كُراع) بضم الكاف.
(الغَميم) بفتح الغين المعجمة: وهو موضع على ثلاثة أميال من (عُسفان). (٢)
١٠٥٤ - (٢)[صحيح] وعنه قال:
كانَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفرٍ، فرأى رجلاً قد اجتمع الناسُ عليه، وقد ظُلِّل عليه، فقال: ما له؟ قالوا: رجلٌ صائم. فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"ليسَ البرَّ أنْ تصوموا في السفر".
(١) (ج ٣/ ١٤١ - ١٤٢)، وكان في الأصل زيادة وتكرار فحذفته، لمخالفته لـ"مسلم"، ولعدم ورود ذلك في "مختصر الترغيب" للحافظ (ص ٨٥). وقد نقل كلامي هذا المعلقون الثلاثة (٢/ ٧٢)، ولجهلهم حملوه على الرواية الثانية المذكورة أعلاه، فقالا: "وحذف الألباني الرواية الثانية الواردة، وقال. .". وإنما حذفت قوله المكرر في الأصل وهو: "وفي رواية: فقيل له: إن بعض الناس قد صام فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة"! وبعده الرواية الثانية المذكورة أعلاه. (٢) قلت: وهذا موضع على مرحلتين من مكة.