= (ينكص على عقبيه) أي يرجع وراءه رجعة القهقرى، وينكص بكسر الكاف وضمها ({أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}) أي رأى نفسه أنه غني ذو أموال طائلة ({الرجعى}) أي إليه ترجعون ({أرأيت}) بمعنى أخبرني، وهي هنا للإنكار، والمراد "بالذي ينهى" أبو جهل، وبقوله: ({عَبْدًا إِذَا صَلَّى}) محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ({لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ}) أي لنأخذن بها، والناصية شعر الجبهة، وسفعها جذبها بشدة، والأخذ بالناصية بالقوة والقهر هو ما يفعله المخاصم مع خصمه عند الغلبة، فهو كناية عن القهر والإذلال والتعذيب والنكال ({فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}) أي قومه وعشيرته ليستنصر بهم ({سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}) أي ملائكة العذاب حتى يعلم من يغلب، أحزبنا أم حزبه؛ وسبب هذا ما رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن جرير - وهذا لفظه - عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي عند المقام، فمر به أبو جهل بن هشام فقال: يا محمد! ألم أنهك عن هذا؟ وتوعده، فأغلظ له رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وانتهره. فقال: يا محمد! بأي شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديًا، فأنزل الله {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وقال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. ٣٩ - قوله: (عند أبواب كندة) كندة محلة بالكوفة كان يسكنها الكنديون فسميت باسم قبيلتهم كندة، والقاص الواعظ، سمي قاصًّا لأنه يقص أي يذكر ويبين أشياء في وعظه (بأنفاس) جمع نفس بفتحتين ({وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}) أي لست ممن يتكلف للعلم فأقول ما لا أعلمه (لما رأى من الناس إدبارًا) عن قبول الإسلام (اللهم! سبع) أي خذهم =