٨٧ - قولها: (ورأسه على فخذي) هذا لا يغاير ما تقدم من أنه - صلى الله عليه وسلم - توفي بين سحرها ونحرها، لأن مجموعهما يفيد أن رأسه - صلى الله عليه وسلم - كان أولا على فخذها، ثم رفعته وضمته إلى صدرها، وتوفي - صلى الله عليه وسلم - في تلك الحال (فأشخص بصره) أي رفعه إلى السماء (قلت: إذا لا يختارنا) فهم عائشة رضي الله عنها لهذا كفهم أبيها أبي بكر من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده" أن ذلك العبد هو النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بكى وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. ٨٨ - قولها: (إذا خرج) أي في سفر (فطارت القرعة على عائشة وحفصة) أي خرجت وحصلت لهما القرعة في سفرة من السفرات، وطير كل إنسان نصيبه (سار مع عائشة يتحدث معها) لأن القسم في السفر إنما يكون في حالة النزول لا في حالة السير (فتنظرين وأنظر) كأنها حذفت المفعول عمدًا، وإنما أرادت "تنظرين ما أعانيه من وحشة الوحدة، وأنظر ما تجدين من لذة المرافقة" (الإذخر) نبت معروف مثل المسد، له رائحة خفيفة طيبة، توجد فيه الهوام غالبًا في البرية (رسولك) بالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب بتقدير فعل. وإنما لامت عائشة رضي الله عنها نفسها، ولم يقل لحفصة شيئًا لأن عائشة هي التي أجابتها طائعة. وكذلك لم تقل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا لأنه لا دخل له في تلك =