= بالأضغاث، ومعنى التفريق بين الرؤيا والحلم أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها حلم، والتي تضاف للشيطان لا يقال لها: رؤيا، وهو تصرف شرعي. وإلا فكل يسمى رؤيا، وقد جاء في حديث آخر: "الرؤيا ثلاث" فأطلق على كل رؤيا (فلينفث) بضم الفاء وكسرها، وقد تقدم أنه نفخ لطيف بغير ريق. ( ... ) قوله: (فليبصق) هذا لا يخالف الأمر بالنفث، فإن له أن ينفخ مع الريق أو بغير ريق (حين يهب) أي يستيقظ ويقوم. ٢ - قوله: (أثقل علي من جبل) لهول ما أراه وفظاعته. ٣ - قوله: (الرؤيا الصالحة) هي الخالصة من الأضغاث (ولا يخبر بها أحدًا) حتى لا يعبرها بسوء، فيقع الرائي في هم وحزن لما يخافه من وقوع مكروه (فليبشر) بفتح الياء وضم الشين من البشرى من باب نصر، وبضم الياء وكسر الشين من باب الإفعال (ولا يخبر إلا من يحب) قيل: الحكمة فيه أنه لو حدث بها من لا يحب فربما يفسرها بما لا يحب إما بغضًا وإما حسدًا، فقد تقع عن تلك الصفة، أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنًا ونكدًا.