وفيه تلميح بأنهم ليس لهم وجه مقابلة لأن الولي موافق غير مخالف، وإذا بقي على الوفاق أحب التلاقي، وإذا كان على المخالفة لم يكن معه وجه مقابلة.
وروى ابن جرير عن أبي العالية: أن اليهود والنصارى لما قالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}[البقرة: ١١١]، وقالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}[المائدة: ١٨] أنزل الله تعالى {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٩٤ - ٩٥].
قال: فلم يفعلوا (٢)؛ أي: منعهم من تمني الموت ما قدمته أيديهم
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٠٤). قال ابن كثير في "التفسير" (٣/ ٤٩٧): إسناده على شرط الصحيحين، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتاب الستة. (٢) رواه الطبري في "التفسير" (١/ ٤٢٥).