قوله:(فالوضع يقال بالاشتراك). أي: يقال حالة كونه مشتركًا، والباء في قوله:(بالاشتراك) للمصاحبة، والمجرور في موضع الحال، وصاحب الحال هو: الضمير المستكن في: يقال، والعامل في الحال هو: يقال؛ لأنه العامل في ذي الحال، تقدير الكلام: فالوضع يقال حالة كونه مصحوبًا بالاشتراك في الاصطلاح.
ثم بيّن المؤلف هذا الاشتراك بمعنيين:
أحدهما: جعل اللفظ دليلاً على المعنى.
والثاني: غلبة استعمال اللفظ في المعنى.
وقوله:(جعل)(١) أي: نصب.
وقوله:(اللفظ) أي: الملفوظ وهو من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول، كقوله تعالى:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ}(٢)، وقولهم: هذا ضرب الأمير، وهذا نسج اليمن، تقديره: مخلوق الله، ومضروب الأمير، ومنسوج اليمن.
فاللفظ إذًا بمعنى الملفوظ؛ لأن الإنسان يلفظه أي: يرميه، قال الله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(٣).
(١) في أوخ وش: "على جعل". (٢) قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} سورة لقمان، آية رقم ١١. (٣) سورة ق، آية رقم ١٨.