وقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "إن من ورائكم فتنًا. . . فإياكم ومما ابتدع فإن ما ابتُدع ضلالة"(١).
الاتجاه الثاني في تعريف البدعة:
البدعة على الاتجاه الثاني هي: كل ما لم يكن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال النووي:"البدعة - بكسر الباء - في الشرع: هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "(٢).
قال ابن الجوزي (٣): "البدعة عبارة عن فعل لم يكن فابتدع"(٤).
= وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح. (١) رواه أبو داود (٤/ ٢٠١ / ٤٦١١) كتاب السنة، باب لزوم السنة، وقال الألباني: صحيح الإسناد موقوف [صحيح أبو داود (٣/ ١٢٠)]. (٢) تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ٢٢) للإمام محي الدين بن شرف النووي، نشر وتصحيح مجموعة من العلماء بإدارة الطباعة المنيرية. (٣) هو: الحافظ المفسر جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، القرشي التميمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ فخر العراق، ولد سنة ٥٠٩ هـ، كان رأسًا في التذكير بلا منازعة، توفي سنة ٥٩٧ هـ، وله العديد من المصنفات منها: "زاد المسير في علم التفسير"، "صيد الخاطر"، "العلل المتناهية"، "تلبيس إبليس". [سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٨٣)، وفيات الأعيان (٣/ ١٤٠)، شذرات الذهب (٦/ ٥٣٧)]. (٤) تلبيس إبليس (١/ ١٣٦) لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، دراسة وتحقيق: د. أحمد بن عثمان المزيد، إشراف: الشيخ/ عبد الرحمن بن ناصر البراك، الناشر: دار الوطن للنشر، ط. الأولى (١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م).