هذا ما وقفت عليه من أدلة منصوص عليها من كتاب الله، ويشهد لتلك الأدلة أدلة أخرى من السنة منها:
[الدليل الخامس]
ما رواه الشيخان (١)، واللفظ للبخاري من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"على كل مسلم صدقة"، فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد؟ قال:"يعمل بيده فينفع نفسه وليتصدق، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: "يعين ذا الحاجة الملهوف"، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: "فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة".
ووجه الدلالة فيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل ترك الشر صدقة، والصدقة لابد أن تكون فعلًا.
[الدليل السادس]
ما رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله"، قالوا: ثم من؟ قال: "مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره" (٢).
(١) رواه البخاري (٣/ ٣٦١ / ١٤٤٥) كتاب الجنائز، باب على كل مسلم صدقة، ومسلم (٢/ ٦٩٩ / ١٠٠٨) كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف. (٢) رواه البخاري (٦/ ٨ / ٢٧٨٦) كتاب الجهاد والسير، باب أفضل الناس مؤمن مجاهد =