قال الحيّانى (٣): يقال للحية: شجاع [وشُجاع](٤)، وثلاثة أشجعة، ثم شجعان. ويَقال للحية أيضاً: أشجع، والأقرع من الحيات: الذى تمعَّط رأسه لكثرة سمّه، ومن الناس الذى لا شعر على رأسه لداءٍ به.
قال القاضى: قيل: الشجاع من الحيات التى تواثب الفارس والراجل (٥)، ويقوم (٦) على ذنبه، وربما بلغ رأس الفارس يكون فى الصحارى، وقيل: هو الثعبان، والأقرعُ قيل: الأبيض الرأس من كثرة السم، وقيل: نوع من الحيات أقبحها منظراً.
وقوله:" مثل له شجاعاً أقرع ": ظاهره أن الله خلق هذا الشجاع لعذابه، ومعنى " مثل " على هذا: أى أظهر (٧)، ونصب، مثل:" من سَّرُه، أن يمثل (٨) له الرجال قياماً ": أى ينتصبون وقد يكون " مُثِّل " بمعنى: صيِّر، أى صيِّر ماله وخلق على صورة الشجاع، ومنه الحديث:" أشد الناس عذاباً الممثلون "(٩): أى المصورون، ويدل عليه قوله فى الرواية الأخرى:" إلا [تحَّول](١٠) يوم القيامة "، وفى الأخرى:" إلا جاء [كنزُه](١١) يوم القيامة شجاعاً "، وقيل: خصّ الشجاع بذلك لشدة عداوة الحيات لبنى آدم، ولما تقدم فى خبر الحية مع آدم - عليه السلام - وزاد فى صفته فى غير مسلم:" له زبيبتان "(١٢)[هما الزيدات](١٣) فى جانبى فمه من السُّم، ويكون مثلها فى شدقى (١٤) الإنسان عند كثرة
(١) سقط من س. (٢) من ع، وفى س بياض مكانها، وهذا البيت للأحمر. انظر: اللسان. (٣) فى نسخ الإكمال: الجيانى، والمثبت من ع. (٤) فى س: شجاعان، والمثبت من الأصل، ع. (٥) فى س: الراحل. (٦) فى س: ويقول. (٧) فى س: ظهر. (٨) فى س: يتمثل. (٩) رواه أحمد عن عبد الله بن مسعود: " بلفظ أو ممثل من الممثلين " ١/ ٤٠٧، وكذا البخارى، ك اللباس، ب عذاب المصورين يوم القيامة عن عبد الله بن مسعود بلفظ: " المصورون " ٧/ ٢١٥. (١٠) و (١١) ساقطة من س. (١٢) البخارى، ك الزكاة، ب إثم مانع الزكاة ٢/ ١٣٢، وكذا النسائى، ك الزكاة، ب مانع زكاة ماله ٢/ ٢٠، أحمد ٢/ ٩٨، ١٣٧، ١٥٦، ٢٧٩. (١٣) من س. (١٤) فى س: شفى.