قال ابنُ حَزْمٍ (٣) وأنس بن مالِك: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
" ففرَضَ اللهُ على أُمَّتي خمسينَ صَلاةً، فرجَعتُ بذلكَ، حتى مرَرتُ على موسى، فقالَ [لي موسى]: ما فرَضَ اللهُ لكَ على أمَّتِك؟ قلتُ: فرَضَ خمسينَ صلاةً، قالَ: فارجعْ إلى (وفي روايةٍ: فراجع) ربَّكَ؛ فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطيقُ ذلكَ، [فراجَعَني](وفي روايةٍ: فرَجَعتُ وراجعتُ ربي) فوضَعَ شطْرَها، فرَجعتُ إلى موسى، قلتُ: وضعَ شطْرَها، فقالَ: راجعْ ربَّكَ، فإنَّ أمَّتَك لا تُطيقُ [ذلك]، [فَرَجَعْتُ]، فراجعتُ [ربي]، فوضَعَ شطْرَها، فرجَعتُ إليه، فقال ارجعْ إلى (وفي رواية: راجع) ربَّك؛ فإنَّ أمَّتَك لا تُطيقُ ذلك، [فرجعت]، فراجعته، فقال: هي خمسٌ، وهي خمسون، لا يبدَّلُ القولُ لديَّ، فرجعت إلى موسى، فقالَ: راجعْ ربّك، فقلتُ:[قد] استحْيَيْتُ من ربِّي.
ثم انطلَقَ بي حتى انتهى بي إلى سِدْرةِ المُنتهى، وغشِيها ألوانٌ لا أدري ما هي؟ ثم أُدْخِلْتُ الجنَّةَ، فإذا فيها حبائلُ (وفي روايةٍ: جنابذ) اللؤْلؤِ، وإذا تُرابُها المسكُ".
١٩١ - عن عائشةَ أُم المؤمنين قالت: فرَضَ اللهُ الصَّلاةَ حينَ فرَضَها ركعتَيْن ركعتَيْن، في الحَضَر والسَّفَر، فأُقِرَّت صلاة السفر، وزيدَ في صلاة الحَضَر. (وفي روايةٍ: ثم هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ففُرضت أربعاً، وتُركت صلاة السفر على الأُولى ٤/ ٢٦٧)(٤).
(٣) هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وروايته المتقدمة عن أبي حبة منقطعة؛ لأنه استشهد بأحد قبل مولد أبي بكر بدهر. أفاده الحافظ. (٤) قلت: ولهذه الرواية طرق ذكرتها في "الصحيحة" (٢٨١٤)، ورددت فيها على أحد المبتدعة من المغاربة لتضعيفه لهذا الحديث وزعمه أنه حديث شاذ!!