بجاه رسول الله جلت وقد علت … ومن فضله جاءت فضائل ما فيها
فصلى عليه الله ما لاح بارق … وما دامت الدنيا دواما بمن فيها
لما تبدت في ديباج حليتها … رفعت حجابا عن مليح هيلتها (٣)
فسطا ساطع نور طلعتها على صفاء صفح بسيط بسطتها، فقابل نورانية نور مرآة أشعتها، فهامت به الألباب من لمحتها، فانظر لعظيم شرفها وحرمتها، وعظم سفح موفقها وتربتها، واستجل بصفاء نور جوهر تربتها، واستجلى ايجاد جلبات جبلتها، وأنشد ما أنشدناه في زيارتها:
هي بلدة خصت بأكرم مرسل (٤) … نشدت بطيب الهواء كالمبدل (٥)
(١) في الأصل: «مقامه به»، وما أثبتناه من (ط). (٢) سقط من الأصل والإضافة من (ط). (٣) في القصيدة إضطراب بيّن في الوزن، إذ الأصل فيها أنها من بحر «الطويل»، إلا أنها تخرج عن دائرة هذا البحر إلى دوائر بحور أخرى كما في آخر القصيدة، ونراه يتجاوز القياس اللغوي للكلمة طلبا للقافية لملاء متها لقوافي بقية القصيدة. (٤) في الأصل: «المرسل»، وما أثبتناه من (ط). (٥) في الأصل: «كالمبدول» وما أثبتناه من (ط). ومعنى لمبدل: أي لمن سكن المدينة من الغرباء فأبدل وطنه بها، لأن من بدل وطنه بها استمتع بطيب هوائها وأقام في بلد خص بأكرم مرسل صلى الله عليه وسلم. ابن منظور: اللسان، مادة «بدل».