قال الله تعالى:{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(١).
قال ابن عباس:«معناه إن الله وملائكته يباركون على النبي، فعلى هذا يكون المباركة عليه هي الصلاة عليه، ويكون عطفها عليه من باب التأكيد، وقيل: الله يترحم على النبي وملائكته يدعون له بالرحمة»(٢) وهو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. حكاه الواحدي.
وقال المبرد:«أصل الصلاة الترحم، فهي من الله رحمة، ومن الملائكة رقية واستدعاء للرحمة من الله»(٣).
وقال الجوهري:«الصلاة الدعاء، وقد ورد صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، فهذا دعاء»(٤).
وقال بكر القشيري:«الصلاة من الله تعالى لمن دون النبي رحمة، وللنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وزيادة تكرمة»(٥).
(١) سورة الأحزاب آية (٥٦). (٢) قول ابن عباس ذكره القاضي عياض في الشفا ٢/ ٤٦، القرطبي في الجامع ١٤/ ٢٣٢، الأشخر اليمني في بهجة المحافل ٢/ ٤١٧. (٣) قول المبرد ذكره القاضي عياض في الشفا ٢/ ٤٦، القرطبي في الجامع ١٤/ ٢٣٢. (٤) قول الجوهري ذكره القاضي عياض في الشفا ٢/ ٤٧، ابن الجوزي: نزهة الأعين ص ٣٩٣. (٥) قول القشيري ذكره القاضي عياض في الشفا ٢/ ٤٧، الأشخر اليمني: بهجة المحافل ٢/ ٤١٧، والقشيري هو: بكر بن محمد أبو الفضل البصري المالكي، توفي في سنة ٣٤٤ هـ. انظر: الذهبي: سير أعلام ٥/ ٥٣٧، العبر ٢/ ٢٦٣.