وقال الإمام القرطبي رحمه اللَّه:(({ومن يعظم شعائر اللَّه}: الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمرٌ أشعر به وأعلم، ومنه شعار القوم في الحرب: أي علاماتهم التي يتعارفون بها، ومنه إشعار البدنة، وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم، فيكون علامة، فتسمَّى شعيرة، بمعنى المشعورة، فشعائر اللَّه: أعلام دينه، لاسيما ما يتعلق بالمناسك .. وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث: ((التقوى ها هنا)) (٢)، وأشار إلى صدره (٣).
وقال الإمام البغوي رحمه اللَّه:((قال ابن عباس: شعائر اللَّه: البُدْن، والهدي، وأصلها من الإشعار، وهو إعلامها، ليُعلم أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: شعائر اللَّه: أعلام دينه، فإنها من تقوى القلوب: أي: إن تعظيمها من تقوى القلوب)) (٤).
وقال ابن كثير رحمه اللَّه:(({ومن يعظم شعائر اللَّه}: أي أوامره {فإنها
من تقوى القلوب}، ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال الحكم عن مقسم، عن ابن عباس: تعظيمها: استسمانها، واستحسانها)) (٥).
(١) جامع البيان، ١٨/ ٦٢١. (٢) مسلم، كتاب البر، باب تحريم ظلم المسلم، برقم ٣٢ - (٢٥٦٤). (٣) الجامع لأحكام القرآن، ١١/ ٦١ - ٦٢. (٤) تفسير البغوي، ٣/ ٢٨٦. (٥) تفسير القرآن العظيم، ١٠/ ٥٣.