{وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ} لما بين يديه من كتاب موسى، أو لما سبقه من الكتب والصحف. {لِساناً عَرَبِيًّا} حال من ضمير الكتاب في {مُصَدِّقٌ} والعامل فيه "مصدق" ويجوز أن ينتصب عن {كِتابُ} لتخصيصه بالصفة. {وَبُشْرى} معطوف على محل {لِيُنْذِرَ}. و {كُرْهاً} أي: ذات كره، أو كرها نصب على أنه صفة للمصدر؛ أي: حملا كرها وهذه الآية دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر (٢).
{وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً} اقتطع منها سنتين بقوله: {وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ}(٣) فبقي من الثلاثين ستة أشهر. فإن قلت: المراد بيان مدة الرضاع لا مدة الفصال فلم قال:
{وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ؟} قلت: لما كان الرضاع يلابس الفصال وينتهي به جعل كأنه الرضاع، فأخبر عنه بأن مدته سنتان؛ قال (٢٥٩ /ب)[من الخفيف]:
كلّ حيّ مستكمل مدة العم ... ر ومود إذا انتهى أجله (٤)
وبلوغ الأشد من الثلاثين إلى الأربعين. وقيل: أربعون. وقيل: ثلاث وثلاثون.
وقيل: لم يبعث نبي قط إلا بعد أن صار عمره أربعين سنة والمراد بالنعمة التي استودع الله
(١) سورة الأنعام، الآية (٢٥). (٢) قال الخطيب الشربيني في كتاب الإقناع (١/ ٩٩): "وأقل زمن الحمل: ستة أشهر ولحظتان: لحظة للوطء ولحظة للوضع - من إمكان اجتماعهما بعد عقد النكاح، وأكثره - أي زمن الحمل -: أربع سنين وغالبه تسعة أشهر للاستقراء كما أخبر بوقوعه الشافعي وكذا الإمام مالك". (٣) سورة لقمان، الآية (١٤). (٤) البيت للطرماح، ينظر في: تفسير الطبري (٣/ ٢٣١).