للنبوة. {أَهُمْ يَقْسِمُونَ} الهمزة للإنكار؛ أي: وإذا كانت الأرزاق والمعايش قد تولينا قسمتها ولم نفوضها إلى أحد؛ فما ظنك بالنبوة التي (٢٥٠ /ب) هي سفارة بين الله وبين خلقه؛ فالله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس؟
ليسخّر الغني من الفقير، ويسخّر الغنيّ الفقير بفضل ذات يده. {وَرَحْمَتُ رَبِّكَ} في الآخرة {خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ} في الدنيا. وقيل:{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ} في الدنيا بالهداية {خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ}{لِبُيُوتِهِمْ} بدل اشتمال بإعادة العامل، ويجوز اللامان؛ كما في قولك:
والمعارج: جمع معرج، أو اسم جمع، وهي المصاعد؛ أي: العلالي. {عَلَيْها يَظْهَرُونَ} يعلون؛ قال الله:{فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ}(١){لَمّا مَتاعُ} اللام هي الفارقة بين النافية والمخففة من الثقيلة. وقرئ بكسر اللام (٢) أي: الذي هو متاع الحياة الدنيا؛ كقوله:{ما بَعُوضَةً}(٣) بزيادة "ما".
{وَلَوْلا} كراهة {أَنْ يَكُونَ النّاسُ} كلهم على ملة واحدة، وهي الكفر، لو سعنا على الكفرة أكثر مما وسعنا؛ لحقارة أمر الدنيا عنده. {وَزُخْرُفاً} أي: زينة، والزخرف:
الذهب، ويريد: وسقفا من فضة وذهب، وخفض عطفا على محل {مِنْ فِضَّةٍ}. وفي
(١) سورة الكهف، الآية (٩٧). (٢) قرأ بها رجاء بن حيوة. وقرأ عاصم وحمزة وهشام بخلف عنه وابن جماز "لما". وقرأ بقية العشرة "لما " بفتح اللام. تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ١٥)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٢١)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٦٤٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٩٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٥٨٦)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٤٨٧)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٩١). (٣) سورة البقرة، الآية (٢٦).