{مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} ما نشاء لمن نريد؛ حمل المطلق على المقيد.
ومعنى الهمزة في {أَمْ} التقرير، وشركاؤهم: شياطينهم الذين زينوا لهم الشرك وإنكار البعث. وقيل: شركاؤهم: أوثانهم، وأضيفت إليهم؛ لأنهم اتخذوهم شركاء لله؛ فكانت سببا لضلالتهم؛ كما قال إبراهيم عليه السلام:{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ}(١) أي:
كانوا سببا للضلال. {وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ} أي: بتأخير العذاب إلى يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بين المؤمنين والكافرين، أو بين الأصنام وعبدتها. {تَرَى الظّالِمِينَ} في الآخرة:
{ذلِكَ} الثواب {الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ} به، فحذف الجار لدلالة الكلام عليه، ثم حذف الراجع كقوله:{أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً}(٢) أي: بعثه الله. قوله:{إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} يجوز أن يكون متصلا، والتقدير: إلا أن تودوني لقرابتي منكم، ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة، ويجوز أن يكون منقطعا، أي: لا أسألكم عليه أجرا قط، ولكني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم، ومعنى دخول {فِي} في قوله: {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} أنهم يجعلون القرابة محلا للمودة؛ كقولك: لي في فلان مودة، وليست "في" صلة؛ إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به، والقربى: مصدر بمعنى القرابة وروي أنها لما نزلت قالت الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: من ذوو قرابتك الذين أمرنا بمودتهم؟ فقال: "عليّ
(١) سورة إبراهيم، الآية (٣٦). (٢) سورة الفرقان، الآية (٤١).