بدل من المشركين. {فَرَّقُوا دِينَهُمْ} تركوا دين الإسلام، وقرئ. {فَرَّقُوا دِينَهُمْ}(١). أي:
جعلوه أديانا مختلفة. {وَكانُوا شِيَعاً} فرقا، كل فرقة تشايع إمامها الذي أضلها. {كُلُّ حِزْبٍ} منهم فرح بمذهبه مسرور بباطله يحسبه حقا، ويجوز أن يقطع الكلام عند قوله:
{وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً} أي نعمة من مطر أو سعة أو صحة. {فَرِحُوا بِها} فرح أشر وبطر. {أَوَلَمْ يَرَوْا} هؤلاء أن الله هو القابض والباسط والرازق، فما لهم لا يرجعون إليه ويتوبوا! حق ذي القربى: صلة الرحم، وحق المسكين وابن السبيل: نصيبهما من الصدقة المسماة لهما، وقد احتج أبو حنيفة رحمه الله بهذه الآية على وجوب نفقة سائر المحارم (٤). ولما ذكر الله تعالى أفعال المتقين أتبعهم بذكر ما (١٨١ /ب) يتقرب به إليه، والنهي عن الربا
(١) قرأ حمزة والكسائي "فارقوا" وقرأ الباقون "فرقوا". تنظر في: إتحاف فضلاء البشر للبنا (ص: ٣٤٨)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٣٧٨)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٢٢)، مجمع البيان للطبرسي (٨/ ٣٠٤)، النشر (٢/ ٢٦٦). (٢) سورة فصلت، الآية (٤٠). (٣) سورة الجاثية، الآية (٢٩). (٤) ينظر: المبسوط للسرخسي (٥٧، ١٤/ ٥٦)، شرح فتح القدير لمحمد بن عبد الواحد (٧/ ٣٨، ٣٩).