وزعم قوم أن قوله:{لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا} لما صنع فرعون في قوله تعالى: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ}(٢). وأن المراد بالفساد ما صنعه قارون لقول قومه له:{وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ} ولا دليل على التخصيص، واللفظ عام لكل من علا وأفسد.
وضع {الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ} موضع المضمر. وهو باب من أبواب البلاغة.
{فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه، يعني: إن الذي حملك صعوبة التكليف. {لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ} نكّره للتعظيم، أي: معاد وأيّ معاد؛ قيل:
المراد به مكة، أي: وعده بردّه إليها يوم الفتح ظاهرا عليها منتصرا على أعدائه، والسورة
= حدثني مغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة:" كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار. قالت: فقلت له يوما يا أمير المؤمنين، ألا أخرج عنك عسى أن تغفى شيئا فإنك لم تنم. قالت: فخرجت عنه إلى بيت غير البيت الذي هو فيه. قالت: فجعلت اسمعه يقول: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ يرددها مرارا ثم أطرق فلبث طويلا لا أسمع له صوتا فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك انظر. فلما دخل صاح، قالت: فدخلت عليه فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه على القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينه ". ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٣٥) بهذا السياق. (١) رواه الطبري في تفسيره (٢٠/ ١٢٢) ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٤٤٤) لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ١٢٢): في إسناده نظر. (٢) سورة القصص، الآية (٢٤).