يراه أحد إلا أحبّه، وقد قال الله تعالى في حقه:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً}(١) وكانت لفرعون ابنة برصاء، قالت له الكهنة: إن هذا المرض لا يزول إلا بشيء يجيء من قبل البحر شبيه بالإنسان، لعابه شفاؤها؛ فأخذ من ريقه ولطخوا ذلك البرص فبرئ.
وقيل: لما نظرت إلى وجه موسى برأت فقالوا: إن هذه لنسمة مباركة فأحبّوه، وهمّ فرعون بقتله فمنعته آسية واستوهبته منه. قوله:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} حال من آل فرعون، والتقدير: فالتقطه آل فرعون وهم لا يشعرون أنه المولود الذي يكون هلاكهم على يديه.
وقوله:{إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ} إلى قوله: {خاطِئِينَ} جملة معترضة.
{فارِغاً} صفرا من العقل لشدة ما دهمها من وقوع موسى في يد فرعون. {لَتُبْدِي بِهِ} لتصرّح به. {لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها} بإلهام الصبر؛ كما يربط على الشيء المتفلت.
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} من المصدقين بالوعد، وهو قوله:{إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} ويجوز: وأصبح فؤادها فارغا من الهمّ حين سمعت أن فرعون أحبه وتبناه. {كادَتْ} تبدي بأنه ولدها لسرورها بما سمعت {لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الواثقين بوعد الله.
{قُصِّيهِ} قصي أثره، وتتبعي خبره. وقرئ "فبصرت"(٢)(١٧٠ /ب) وهما
(١) سورة طه، الآية (٣٩). (٢) قرأ "فبصرت" بكسر الصاد عيسى بن عمر، وقرأ "فبصرت" بفتح الصاد، وقرأ الجمهور "فبصرت" بضم الصاد. تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٠٧)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٣٣٤)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ١٦١)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٥٩).