ممن حول المدينة قالوا: نأتي محمدا، ونعتبر أحواله فإن ظهر لنا صدقه اتبعناه وإلا رجعنا إلى أماكننا (١٣١ /أ) فالرجوع على العقب - على القول الأول - هو الردة، وعلى الثاني:
رجوعهم إلى أهليهم. وقيل: إن ناسا كانوا يسلمون وينتظرون ما يتجدّد فإن ولدت امرأة الرجل غلاما وولدت فرسه مهرة ونتجت ماشيته - استمرّ على دين الإسلام، وقال: هذا دين مبارك. وإن ولدت امرأته أنثى وفرسه مهرا وقل نفع ماشيته من درّها ونسلها رجع إلى مكانه الأول ولم يستقر على دين الإسلام (١).
المولى والعشير: المراد بهما الصنم، والعشير: المعاشر، ومنه سمي الزوج عشيرا، قال النبي صلّى الله عليه وسلم في النساء:«إنّهنّ يكثرن اللّعن ويكفرن العشير»(٢).
قوله - عز وجل:{أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ} الضمير في {يَنْصُرَهُ} المراد به الرسول صلّى الله عليه وسلم. وقيل:
{لَنْ يَنْصُرَهُ} لن يرزقه، يقال: أرض منصورة إذا مطرت (٣). والضمير على (من ظن) وقيل: لن ينصر الله أرضه: أي: لن يمطرها، والنصر في غير هذا المكان في الدنيا هي الغلبة، وفي الآخرة بظهور الحجة {مَنْ كانَ يَظُنُّ} الآية {فَلْيَمْدُدْ} بحبل {إِلَى السَّماءِ} ذات الكواكب {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} الوحي عن أن ينزل على النبي صلّى الله عليه وسلم إن استطاع ذلك. وقيل: فليمدد بحبل إلى سماء بيته وهو سقفه فليعلق نفسه فيه ثم ليقطع الحبل، فإن ذلك لا يفيده فيما
(١) رواه البخاري في صحيحه رقم (٤٤٦٥)، والطبري في تفسيره (١٧/ ١٢٢). (٢) رواه البخاري رقم (٣٠٤)، ومسلم رقم (١٣٢ - ٧٩). (٣) يقال: نصر الغيث الأرض نصرا غاثها وسقاها وأنبتها، ونصر الغيث البلد إذا أعانه على الخصب والنبات. قال ابن الأعرابي: النّصرة المطرة التّامّة. قال أبو عبيد: نصرت البلاد إذا مطرت فهي منصورة أي: ممطورة ونصر القوم إذا غيثوا. ينظر: لسان العرب (نصر).