{السّامِرِيُّ} وقيل: إنه كان فيه روح كروح الحيوان. والقرآن العزيز لا يدل على ذلك.
قيل: إنه كان يخور مرة بعد مرة، وبعض المفسرين يقول: خار خورة واحدة، ولو كان يخور كل يوم لما صلح لما نسبوه إليه من الألوهية، وهو كقوله - تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ}(١) إلى أن قال: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها}(٢) ولو كانت لهم أرجل وأعين وآذان لما صح نسبتهم إلى الألوهية، فكيف وهم ليسوا كذلك فقال {هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ} موسى حتى طلبه في جبل الطور، ثم عنّفهم الله - تعالى - بقوله:{أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} أي: ألا يجيب متكلما يخاطبه.
{وَلا يَمْلِكُ} دفع ضرر ولا جلب نفع. {وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ}(١٢٢ /أ) رجوع موسى {يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ} بعبادة هذا العجل، ودعاهم إلى طاعته في أمره بالتوحيد، فعصوه وقالوا:{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ} وأكدوا النفي ب (لن) الدالة على تأكد النفي، فأقبل موسى على هارون فقال: {يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلاّ تَتَّبِعَنِ} {قالَ يَا بْنَ أُمَّ} واستعطف أخاه بالنسبة إلى الأم لأنها أرحم {لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي} قيل: قد كان أخذ بأذنيه فاستدل به قوم على أن الأذنين من الرأس، ولا حجة فيه؛ لأنه يجوز أن يكون موسى قد أخذ بيد هارون أو بعضو آخر ولم يذكر ذلك لنا.