{مَكانَكُمْ} أي: الزموا مكانكم {فَزَيَّلْنا} فرقنا، وأنكرت الأصنام عبادتهم لها بقوله:{ما كُنْتُمْ إِيّانا تَعْبُدُونَ} لأنهم كانوا لا يعقلون، وهو معنى قوله:{إِنْ كُنّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ}. من قرأ (تبلو) بالباء بواحدة، فمعناه: تخبر، ومن قرأ بتاء باثنتين (١) من فوق، ففيه وجهان: أحدهما: تتلو كتاب عملها. والثاني: تتلو، أي: تتبع، {وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها}(٢) أي: تبعها. {مِنَ السَّماءِ} بالمطر، ومن الأرض بالنبات. {يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ} يقدر على إبقائهما وأخذهما.
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ} ومضى الكلام في توحيد السمع وجمع الأبصار، وفي إخراج الحي (٧٧ /أ) من الميت والميت من الحي (٣).
{أَفَلا تَتَّقُونَ} عذاب الله في تشريككم معه في الإلهية من لم يفعل شيئا من هذه الأمور {فَأَنّى تُصْرَفُونَ} فمن أين صرفتم عن الإقرار بالوحدانية.
{كَذلِكَ} أي: حقت كلمة ربك حقّا مثل ذلك، والكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف. من قرأ {أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} بفتح الهمزة، فهو: إما بدل وإما منصوب
(١) قرأ حمزة والكسائي وخلف "تتلو" وقرأ باقي العشرة "تبلو". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ١٥٣)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٨١)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٣٣١)، الدر المصون للسمين (٤/ ٢٩) السبعة لابن مجاهد (ص: ٣٢٥)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٢٣٥)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٨٣). (٢) سورة الشمس، الآية (٢). (٣) تقدم في تفسير سورة آل عمران، الآية (٢٧).