قيل: السئحون في الآية الصائمون. كان النبي صلّى الله عليه وسلم لما علم أن أبا طالب مات على الكفر قال:" والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك "، فنزلت {ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية (١).
واعتذر من استغفار إبراهيم لأبيه بأن ذلك كان بوعد سبق بقوله في سورة مريم:{قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي}(٢) وقرئ في الشاذ" وعدها أباه "(٣) بنقطة واحدة من أسفل. وقيل: كان الوعد من أبي إبراهيم لإبراهيم، وعده أن يؤمن، لقوله:{فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}(٤).
(١) رواه البخاري رقم (١٢٩٤)، ومسلم رقم (٢٤). (٢) سورة مريم، الآية (٤٧). (٣) قرأ بها الحسن وحماد الراوية وابن السميقع وأبو نهيك. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ١٠٥)، الدر المصون للسمين الحلبي (٣/ ٥٠٨)، الكشاف للزمخشري (٢/ ١٧٤)، مفاتيح الغيب للرازي (١٦/ ٢١٠). (٤) ذكره الماوردي في النكت والعيون (٢/ ١٧١).