{بِرُوحِ الْقُدُسِ} بجبريل و {تُكَلِّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً} فسّر في آل عمران (١).
{كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} أي: مثل. (وتنفخ) في الذي هو مثل هيئة الطير. ومن قرأ (هل تستطيع)(٢) فمعناه: هل تستطيع سؤال ربك. وقول عيسى لهم:{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} تشكيك في إيمان الحواريين، ويقوي ذلك قوله في آخر الآية:{نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا} فهذا يدل على أنهم لم يكونوا يعلمون أنه صدقهم، ومن شك في نبوة نبي فقد كفر، لكنهم بعد ذلك قوي إيمانهم، ونصحوا في صحبة عيسى عليه السّلام. قوله:
{وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشّاهِدِينَ} العامل في المجرور مضمر والتقدير شاهدين عليه من الشاهدين؛ لأن اسم الفاعل إذا كان فيه الألف واللام، فهو موصول، ومعمول الصلة لا يجوز تقديمه عليها (٣).
(١) عند الآية (٤٦). (٢) قرأ بها الكسائي، وقرأ الباقون «هل يستطيع ربّك». تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (١/ ٥٤)، حجة ابن خالويه (ص: ١٣٥)، حجة أبي زرعة (ص: ٢٤٠)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٤٩)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٥٦). (٣) تقدم التعليق على هذه المسألة في تفسير سورة البقرة، الآية (١٣٠).