وقوله:{ثُمَّ لا يَمُوتُ} لأن التردد بين الموت والحياة أشد وأفظع من التعذيب بغير ذلك {تَزَكّى} تطهر من الشرك والمعاصي. أو تطهر للصلاة أو تزكى تفعّل من الزكاة.
{فَصَلّى} الصلوات الخمس، نحو قوله:{وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ}(١).
وقيل: هي صدقة الفطر. وقال [عليّ](٢): لا أبالي ألا أجد في كتابي غيرها؛ لقوله:
وقيل:{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ} فكبر تكبيرة الافتتاح، وبه احتج على وجوب تكبيرة الإحرام وعلى أنها ليست من الصلاة وعلى أن الافتتاح جائز بكل اسم من أسمائه - تعالى (٤). وعن ابن عباس:" ذكره معاده وموقفه بين يديه، فصلى له "(٥).وعن الضحاك:" فذكر اسم ربه في طريق المصلّى "(٦). {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا} فلا تفعلون ما تفلحون به. وقرئ" يؤثرون "(٧) على الغيبة، ويعضد الأول قراءة ابن مسعود:" بل أنتم تؤثرون "(٨).
{خَيْرٌ وَأَبْقى} أفضل في نفسها وأنعم وأدوم. وعن عمر رضي الله عنه:" ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب "(٩).
(١) سورة البقرة، الآية (١٧٧). (٢) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل ومثبت من الكشاف. (٣) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤٠) عن علي رضي الله عنه، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٤٨٥ - ٤٨٦) عن بعض الصحابة. (٤) ينظر: أحكام القرآن للجصاص (٥/ ٣٧٢)، التمهيد لابن عبد البر (١٨٥، ٩/ ١٨٢)، المغني لابن قدامة (٢٧٦، ١/ ٢٧٥)، نيل الأوطار للشوكاني (٢٧٨، ٢/ ٢٧٧). (٥) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤٠). (٦) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤٠). (٧) قرأ بها أبو عمرو. وقرأ الباقون" تؤثرون ". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٤٦٠)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٩)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٥١١)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٨٠)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٧٤١)، النشر لابن الجزري (٢/ ٤٠٠). (٨) ذكرها الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٤١). (٩) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/ ٩٧)، وابن السري في كتاب الزهد (١/ ٣١٨) عن مسروق قال: خرج عمر ذات يوم وعليه حلة قطن، فنظر إليه الناس نظرا شديدا فقال:" لا شيء مما يرى تبقى بشاشته إلا الإله ويودي المال والولد، وما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب ". وكنفجة أرنب أي: كوثبته من -