{الَّذِينَ أَجْرَمُوا} مشركو أهل مكة؛ أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأشياعهم، كانوا يضحكون من عمار وصهيب وبلال وخباب وغيرهم من فقراء المؤمنين.
وقيل: مر بهم عليّ ومعه جماعة من فقراء المهاجرين فتضاحكوا منه وقالوا: ملكهم الأجلح فنزلت (١). {فَكِهِينَ}(٢) ملتذين بالسخرية منهم.
{عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ} حال من "يضحكون" منهم ناظرين إليهم، وإلى ما هم عليه من الهوان بعد العزة والكبر، ومن ألوان العذاب بعد النعيم.
وقيل: يفتح للكفار باب إلى الجنة فيقال لهم: اخرجوا إليها. فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم، يفعل ذلك بهم مرارا، فيضحك منهم المؤمنون (٣).
{هَلْ ثُوِّبَ} هل جوزي (٣٣٥ /أ) الكفار بما كانوا يفعلون.
ثوّبه وأثابه بمعنى إذا جازاه.
***
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٢٤). (٢) قرأ جمهور القراء "فاكهين"، وقرأ حفص عن عاصم وأبو جعفر "فكهين". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٤٤٣)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٦)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٥)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٩٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٧٦)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٥٤ - ٣٥٥). (٣) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٢٤).