{عَسْعَسَ} أقبل. وقيل: أدبر وقيل: هو الصبح (٣٣٢ /أ){إِذا تَنَفَّسَ} جعل له تنفسا؛ فإنه إذا طلع الفجر استيقظ أكثر الحيوانات، وطلب الخروج من وكره، فجعل ذلك كالتنفس. {رَسُولٍ كَرِيمٍ} جبريل - صلوات الله عليه. {ذِي قُوَّةٍ} كقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ}(١). قوله:{عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} تبيين لمكانة جبريل، وأنه لو كان ثم مكان لكان جبريل عند الله. {مُطاعٍ ثَمَّ} تعظيم لأمر الأمانة وأنه أجل أوصاف جبريل. قوله:{وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما اتهمه الكفرة {وَلَقَدْ رَآهُ} أي: لقد رأى رسول الله جبريل {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}{وَما هُوَ} يعني: وما محمد فيما يخبر به من الغيب {بِضَنِينٍ} بمتهم من الظنة وهي التهمة وقرئ {بِضَنِينٍ}(٢) بالضاد الساقطة من الضن، وهو البخيل. فإن قلت:
فلو وضع القارئ الظاء موضع الضاد فما حكمها؟ قلت: هو كوضع الدال موضع الجيم والتاء مكان السين وهو غير جائز.
{وَما هُوَ} وما القرآن. {بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ} أي: تلقيه بعض المسترقية للسمع على قلب محمد. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} يعني: سلكتم في الظن بالنبي صلى الله عليه وسلم طرقا مختلفة بعيدة عن الصواب كما
(١) سورة النجم، الآية (٥ - ٦). (٢) قرأ "بظنين" ابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وقرأ "بضنين" نافع وعاصم وابن عامر وحمزة. وتنظر القراءتان في: الإتحاف للبنا (٢/ ٥٩٢)، البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٤٣٥)، والحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٤)، الحجة لأبي علي الفارسي (٦/ ٣٨٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٨٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٧٣)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٢٢٣)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٩٨).