{قادِرِينَ} حال من الضمير في" نجمع "أي: نجمعها قادرين.
{عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ} أي: أصابعه أو على أن نسوي بنانه ونضم سلامياته على صغرها ولطافتها بعضها إلى بعض كما كانت أولا من غير نقصان. وقيل: بل نحن قادرون على أن نجمع عظام يديه ورجليه، ونجعلها عظما واحدا فلا يتأتى به القبض والبسط. وقرئ" قادرون "(٢).أي: نحن قادرون.
{بَلْ يُرِيدُ} عطف على" أيحسب "{لِيَفْجُرَ أَمامَهُ} ليدوم على ما هو عليه من الفجور فيما يستقبله من الزمان. وعن سعيد بن جبير: يقدم الذنب ويؤخر التوبة يقول: سوف أتوب حتى يأتيه الموت على شر أحواله (٣).
{بَرِقَ الْبَصَرُ} تحير وأصله: من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ذهب ضوءه أو ذهب بنفسه. {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} يجمعهما الله - تعالى - يوم القيامة ويطلعهما من المغرب. وقيل: وجمعا في ذهاب الضوء. وقيل: يجمعان أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران في النار. وقيل: يجمعان ثم يقذفان في البحر فتكون نار الله الكبرى.
(١) ذكره الواحدي في أسباب النزول (ص: ٤٦٩) رقم (٨٤٣)، نسبه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف (ص: ١٨٠) للثعلبي والبغوي والواحدي. (٢) قرأ بها ابن أبي عبلة وابن السميقع. تنظر في: الإملاء للعكبري (٢/ ٢٧٤)، البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٢١٣)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٢٦)، فتح القدير للشوكاني (٥/ ٣٣٦)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٦٠)، مفاتيح الغيب للرازي (٣٠/ ٢١٧). (٣) رواه الطبري في تفسيره (٢٩/ ١٧٧)، وذكر السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٣٤٤) نحوه ونسبه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس - رضي الله عنهما.