[الدابر](١). وقيل: هو من دبر الليل والنهار إذا خلفه. كما جمعت فعلة على" فعل " جمعت" فعلى "عليها. أي: لإحدى البلايا الكبر. و {نَذِيراً} تمييز من" إحدى "على معنى: إنها لإحدى الأمور العظائم؛ كما تقول: هي إحدى النساء عفافا.
وقيل:" نذيرا "متصل بأول السورة في قوله: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ} نذيرا، وهو من بدع التفاسير. وقرئ" نذير "بالرفع (٢) خبر بعد خبر.
{أَنْ يَتَقَدَّمَ} مرفوع بالابتداء. و {لِمَنْ شاءَ} خبر مقدم عليه؛ كقولك لمن توضأ أن يصلي.
والمراد السبق إلى الخير والتأخر (٣٢١ /ب) عنه. ويجوز أن يكون {لِمَنْ شاءَ} بدلا من {لِلْبَشَرِ}.
وليست الرهينة تأنيثا ل" رهين "؛ لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث وإنما هي اسم للرهن؛ كالشتيمة بمعنى الشتم؛ كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن معناه {إِلاّ أَصْحابَ الْيَمِينِ} فكوا رقابهم بعمل الطاعات واجتناب المعاصي. وقيل: المراد الأطفال؛ لأنهم لا أعمال لهم يرتهنون بها. وقيل: الملائكة، وتنكير" جنات "لتهويل أمرها.
والقياس: يتساءلون المجرمين: ما سلككم، إلا أن الكلام جيء به على الحذف والاختصار، ونظيره:{قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ}(٣). والواهب هو الله - تعالى - وإنما هو
= (٦/ ٤١٩)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٥٩)، معاني القرآن للفراء (٣/ ٢٠٤)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٩٣). (١) زيادة من الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٥٣) غير واضحة بالأصل. (٢) قرأ بها أبي بن كعب وابن أبي عبلة. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٣٧٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٢٠)، فتح القدير (٥/ ٣٣١)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٥٣)، معاني القرآن للفراء (٣/ ٢٠١). (٣) سورة مريم، الآية (١٩).