عائشة - رضي الله عنها -: "كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلّم ديمة"(١).ومحافظتهم عليها: أن يراعوا (٣١٣ /أ) إسباغ الوضوء لها، والإتيان بسننها وآدابها؛ فالدوام راجع إلى نفس الصلاة والمحافظة على سننها وأركانها. {حَقٌّ مَعْلُومٌ} زكاة؛ لأنها معلومة النصب، ومعلوم المقدار الواجب منها، والسائل: الذي يسأل، والمحروم: الذي يتعفف عن السؤال فيحسب غنيا فيحرم. {يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} يصدقونه بأعمالهم. وقوله:{إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} جملة معترضة.
كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم حلقا يستهزئون بقراءته، ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لنكونن أحسن حالا منهم فنزلت (٢). {مُهْطِعِينَ} مسرعين نحوك {عِزِينَ} جماعات متفرقات. و "عزين": جمع عزة، وأصلها: عزوة؛ كل واحد يعتزي إلى جهة وقيل: كان المستهزئون خمسة.
{كَلاّ} ردع وزجر لهم عن طمعهم؛ كأنه قال: هؤلاء لا يصدقون بالجزاء، فكيف يطمعون في نعيم الآخرة؟
قلت: ويدل على إنكارهم البعث قوله: {إِنّا خَلَقْناهُمْ مِمّا يَعْلَمُونَ} وقوله: {خَلَقْناهُمْ مِمّا يَعْلَمُونَ} أي: من النطف. {الْأَجْداثِ} القبور. والنصب: كل ما نصب ليعبد من دون الله.
{يُوفِضُونَ} يسرعون.
***
(١) رواه البخاري رقم (٦٤٦٦)، ومسلم رقم (٧٨٣) عن عائشة رضي الله عنها. (٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٩/ ٨٥).