الضمير في:"يا ليتها" للموتة؛ كأنه قال: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا لا حياة بعدها {كانَتِ الْقاضِيَةَ} لقاطعة للعمر. {صَلُّوهُ} أي: أدخلوه في النار؛ يقال: شاة مصلية: إذا حفرت حفيرة وأوقد فيها النار الكثيرة، ثم أدخلت الشاة السميط فيها وأطبق عليها. سلكه في السلسلة؛ أي: أدخله فيها.
وقوله (٣١١ /ب){ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً} لا يريد السبعين؛ بل يريد الكثرة؛ كقوله:{إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}(١) ولما قدم المعمول من قوله: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ} دل على أنه أراد: لا تسلكوه إلا في هذه؛ وعلة ذلك {إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ} يدفع عنه.
والغسلين: ما يسيل من أبدان أهل النار وجراحاتهم وصديدهم، غسلين من غسل.
{الْخاطِؤُنَ} الآثمون، وخطئ الرجل: إذا تعمد الذنب، وأخطأ فعله غير متعمد.
قوله:{بِما تُبْصِرُونَ}{وَما لا تُبْصِرُونَ} قسم بالأشياء كلها؛ لأنها لا تخرج عن قسمين؛ مبصرة وغير مبصرة. وقيل: الدنيا والآخرة. وقيل: الأجسام والأرواح. وقيل: الخلق والخالق.
وقيل: النعم الظاهرة والباطنة. إن هذا القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي يقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله تعالى. {وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ} كما تدعون والقلة في معنى العدم؛ أي:
لا تذكرون قليلا ولا كثيرا. {تَنْزِيلٌ} هو تنزيل عليه {مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ}. وقيل:{حاجِزِينَ} في وصف {أَحَدٍ} لأنه في معنى العموم، ومنه قوله تعالى:{لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(٢) ينطلق على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. {وَإِنَّهُ} الضمير للقرآن. ومعنى {لَحَقُّ الْيَقِينِ} محض الحق. {فَسَبِّحْ} الله بذكر اسمه {الْعَظِيمِ} من إيحائه إليك.
(١) سورة التوبة، الآية (٨٠). (٢) سورة البقرة، الآية (٢٨٥).