فلما بان كذب عبد الله قيل له: قد نزلت فيك آي شداد، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك؛ فلوّى رأسه ثم قال: أمرتموني أن أؤمن فآمنت، وأمرتموني أن أزكي مالي فزكيت، وما بقي إلا أن أسجد لمحمد. فنزلت {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا} الآيات، ولم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات (١). {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} لأنهم كفار فلا تقبل عبادتهم؛ لأن الله تعالى لا يتقبلها منهم. {وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وهو يرزق من يشاء ما يشاء. {عَنْ ذِكْرِ اللهِ} قيل: الصلوات الخمس (٢). وقيل: عن ذكر الله بالتسبيح والتقديس. وقيل: القرآن. وقيل: الجهاد في سبيل الله (٣).
{ما رَزَقْناكُمْ} للتبعيض.
***
(١) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ١٧٤) لعبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة. (٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٨/ ١١٧)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ١٨٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك. (٣) ذكر هذه الأقوال الزمخشري في الكشاف (٤/ ٥٤٤) ونسب القول الأخير للكلبي.